انطلق الاثنين في باريس أسبوع الأزياء الراقية، مع حضور عدد من النجوم أبرزهم جنيفر لوبيز وريهانا، وعرض تصاميم إبداعية مبهرة في هذا الحدث الذي يشكل واجهة لقطاع يدرّ المليارات.
ويختلف هذا الحدث عن أسبوع الموضة في باريس، إذ يقام أسبوع الأزياء الراقية للسيدات في كانون الثاني لفصل الصيف، وفي تموز لفصل الشتاء، فقط في باريس، إذ لهذا الموعد خصوصية فرنسية محمية بموجب وضع قانوني خاص.
كما أن هذا الحدث مغلق، إذ يمكن فقط للصحافة والزبائن حضور العروض التقديمية للقطع الفريدة المصنوعة يدوياً.
وقد اعتاد المتابعون أن يسرق الحاضرون في الصف الأمامي خلال هذه العروض، الأضواء من المنصة.
وخلال عرض دار سكاباريللي، جلست نجمات على كراسيهن في مقدمة الحضور: الممثلة زندايا والمغنية جنيفر لوبيز، أو حتى السيدة الأولى السابقة في فرنسا كارلا بروني. وحضرت الصحافية الأشهر في عالم الموضة آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة فوغ، العرض المبهر، مختبئة خلف نظاراتها الشمسية، مع إخفاء العلامة التجارية كي لا تثير حفيظة أحد.
وقد وُضعت أفضل زبونات العلامة التجارية، من جميع الأعمار، في الصف الأمامي، بجانب أقفاص ومنحوتات مذهبة وأحجار كريمة...
وتمحور الموضوع المعلن لهذا العرض الذي حمل توقيع المصمم دانييل روزبيري، حول "المخلوقات من العالم الآخر".
وقد تجاوزت الدار التاريخية، التي تصنع الأزياء الراقية فقط، الحدود التكنولوجية مرة أخرى، إذ صنعت فستاناً صغيراً من أجزاء من محركات الأقراص الثابتة والمعالجات الدقيقة والأقراص المرنة.
ولكن أيضاً، من غير الممكن الهروب من الجمالية المستوحاة من عالم الويسترن في التصاميم، الخاصة بلا شك بموسم 2025، مع أغماد مخملية وتذهيب، بما يحيل إلى مسقط رأس المصمم في تكساس.
ولدى ديور، في متحف رودان، غطّت إحدى التركيبات الفنية للفنانة إيزابيلا دوكرو الغرفة الضخمة التي أقامتها شركة "ال في ام اتش" خصيصاً من أجل عرض الأزياء الذي استمر لمدة 13 دقيقة.
وأوضحت مديرة التصاميم النسائية لدى ديور، ماريا غراتسيا كيوري، أنها تعمقت في تأملات فيلسوف الجماليات والتر بنيامين لهذا الموسم، عائدة إلى تعريف ماهية العمل الفني.
وقد كانت تصفيفات الشعر، من توقيع البريطاني غيدو بالاو، عبارة عن كعكة منخفضة غامضة، مع تعزيز الشكل البيضاوي للوجه بشريط مخملي أسود رفيع وأنيق للغاية من ديور، مربوط في مؤخرة العنق.
ومن المحطات البارزة أيضاً في هذا اليوم الأول من أسبوع الأزياء الراقية: عرض أزياء يتمحور حول المواد المتأتية من جنوب الصحراء الكبرى من تصميم الكاميروني إيمان أييسي، الذي دعا عدداً كبيراً من لاعبي كرة القدم، من ليليان تورام إلى مامادو ساخو.
تقليدياً، تُعتبر الأزياء الراقية أيضاً دليلاً على "القوة الناعمة" في عاصمة الموضة.
في هذه الجولة العالمية للمواهب والتأثيرات الاقتصادية والفنية، استقبل السفير الهندي جاويد أشرف في مقره المصممة الرصينة فايشالي إس، مع تصاميم لآلهة حافيات القدمين كما لو كانت ترتدي ملابس من آلهة الطبيعة، وكلها بفساتين من الريش وضفائر نباتية.
من وجهة نظر اقتصادية، "مع زبائنها النخبويين للغاية، لا تحفز الأزياء الراقية التعاملات التجارية فحسب، بل إنها تعزز مكانة العاصمة الفرنسية كمركز عالمي للإبداع"، وفق ما قال المسؤول عن الاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية باسكال موران لموقع "فاشن نتوورك".
وأُدرجت ثلاثون دار أزياء في البرنامج الرسمي لأسبوع الأزياء الراقية الذي يستمر حتى الخميس.